0 تصويتات
في تصنيف ثقافية بواسطة (2.6مليون نقاط)
هل صحيح أن القوة الكامنة وراء بعض المعتقدات تكون أقوى من القوة الكامنة وراء بعض المعتقدات الأخرى؟

هل صحيح أن القوة الكامنة وراء بعض المعتقدات تكون أقوى من القوة الكامنة وراء بعض المعتقدات الأخرى؟ نعم بالطبع .

فهناك ثلاث درجات مختلفة من التأكد: الرأي - الاعتقاد - الاقتناع بالنسبة للآراء، فإنها يمكن أن تتغير بسهولة حيث إنها تستند إلى مجرد تصورات مرحلية. أما المعتقدات فهي أكثر رسوخاً؛ لأنها تتكون بناء على عدة تجارب أو على تجارب ارتبط بها العديد من الأحاسيس والمشاعر حيث يكون من المحتمل التشكيك في درجة التأكد عن طريق إثارة تساؤلات جديدة حولها. ومن ناحية أخرى، فإن الاقتناع تكون دعامته مجموعة من العواطف العنيفة بحيث يكون حامل هذا الاقتناع ليس فقط متأكداً منه ولكنه يثور غضباً إذا تم التشكيك فيه، كما يمنعه هذا الاقتناع من قبول أي مناقشة حوله .

ومن ثم فإن القناعات الشخصية قد تكون مؤثرة تأثيراً جيداً إلى حد بعيد جداً، كما أنها يمكن أن تكون مدمرة بصورة لا يمكن تصورها. إذا كانت خاطئة وتسير في غير الصواب.

أي من معتقداتك تعتبره مجرد رأي ؟ وما الآراء التي تشعر نحوها بتعاطف أكثر ؟ هل يصل أحد منها إلى درجة الاقتناع التام؟ وهل بحثت في ذلك وحكمت عقلك أم قام بهذا الشيء غيرك وأنت معصوب العينين وبالتالي فأنت منقاد إلى الهاوية .

ما الغرض من المعتقدات؟ إنها بلا شك توجهنا عند اتخاذ القرارات الخاصة بكيفية تجنب الألم والمعاناة وتحقيق السعادة بطريقة أسرع . وبسبب هذه المعتقدات فإننا لا يجب أن نبدأ من نقطة الصفر عند صنع هذه القرارات. وعندما نمر بلحظات خوف عظيمة أو معاناة أو بحالة عاطفية عنيفة فإننا نسعى إلى مخرج عن طريق البحث عن اعتقاد ما هل قابلت، مثلاً، شخصاً عانى كثيراً في علاقته مع زوجته وحول الألم الذي

يشعر به إلى اعتقاد راسخ بأنه لن يجد زوجة صالحة أبداً.

فهناك بعض الناس الذين يحملون اقتناعاً راسخاً عن شيء ما

ويقاومون أي معلومات تؤدي بهم إلى هدم هذا الاقتناع، وفي سبيل ذلك قد يفضلون العزلة والوحدة والإحباط، بل حتى الموت على التخلي عن هذا الاقتناع .

هل لديك قناعات شخصية ؟ ما تلك القناعات التي تهبك القوة وما تلك القناعات التي تسلبك الصلابة؟

تدفعنا قناعاتنا الشخصية للحركة بسبب الولع والشغف الذي تشغله فينا حول ما نعتقده. فذلك الشخص الذي يؤيد الدعوة يكون معتقداً بذلك، أما ذلك الشخص الذي يمضي معظم وقته في الدعوة بشغف واهتمام، فهو بلا شك صاحب اقتناع وإيمان تام بقضية الدعوة . ... إن

 لوليك السلوكية

نصروا الله ينصركم وثبت أقدامكم ) (محمد)، ... إنا لا تضيع أجر من أحسن عملاً (الكهف).

هل تحمل اقتناعاً تاماً بأحد المجالات في حياتك يمكن أن يعطيك قوة الدفع التي تجعلك تجتاز كل أنواع الصعاب والمعوقات؟ على سبيل المثال، هل ترى أن الاقتناع بضرورة ألا تزيد في الوزن سوف يجبرك على الالتزام بقواعد صحية في الأكل بصفة مستمرة؟ ألا ترى أن الاقتناع بأنك تستطيع أن تحول الأحداث عن وجهتها سوف يقودك إلى التفكير في أمور حياتك ويوجهها الوجهة التي تريدها لها ؟ فمثلاً الذين يهتمون بمصالح المسلمين ورفعتهم لهم اهتمامات لا بد أن توجه حياتهم وعزائمهم وجهات جادة وشاقة لا بد وأن يكونوا على مستواها .

تأمل النتائج البعيدة المدى التي كان يمكنك الوصول إليها فقط إذا كان لديك إحساس أقوى بالتأكد من معتقداتك الإيجابية .

يا ترى ماذا يمكن أن تحقق إذا كان لديك الإيمان بأنك يمكن أن تطرق

أبواب مستقبل غاية في الازدهار ؟

التزم بمعتقداتك الإيجابية استخدم التمرين التالي لرفع درجة التزامك بمعتقداتك : ١- اختر أحد المعتقدات الذي تريد أن ترتقي بها إلى درجة الاقتناع الراسخ .

أضف إلى هذا الاعتقاد كل ما يؤيده. فمثلاً إذا أردت أن تكون شجاعاً فينبغي عليك أن تجالس الشجعان وتتعرف إليهم طبعاً وفكراً.

ابحث عن أحد المواقف الذي يفجر لديك أحاسيس قوية وانفعالات مؤثرة، فمثلاً إذا كنت تريد التوقف عن التدخين فاذهب لزيارة جناح العناية المركزة في أحد المستشفيات الملاحظة مرضى انتفاخ الرئة .

بصرف النظر عما إذا كانت خطواتك كبيرة أو صغيرة في هذا الشأن، فإنه من المهم البدء في التحرك بناء على اقتناعك التام. فكثير من الناس مقتنع بالإسلام والعمل السيادة المسلمين ولكن للأسف لا يتحرك ويعمل شيئاً، وكثير من الناس يرى الظلم ولكنه لا يتحرك ولا يفعل شيئاً، فهل هذا يغير من الأمر شيئاً أو يؤدي إلى تقدم. يمكن إظهار القوة الكامنة وراء المعتقدات عن طريق دراسة حالات

هؤلاء المرضى الذين يعانون من مرض ازدواج الشخصية فيسبب قوة معتقداتهم والتأكد المطلق من هذه المعتقدات فقط أصبحوا أشخاصاً آخرين، حيث بغير عقلهم من حالتهم الجسدية بصورة ملحوظة وغريبة، فيتغير لون عيونهم والعلامات التي على أجسادهم تظهر وتختفي، ليس ذلك فقط، بل إن أمراضاً مزمنة مثل السكر وضغط الدم تظهر وتختفي أيضاً، كل هذا يعتمد على اعتقاد الشخص المريض واقتناعة المطلق بالشخصية التي تبدو له .

وبهذا المنطق نفسه - والقياس هنا مع الفارق طبعاً - ما التحولات التي حدثت لك في حياتك عندما قمت بتغيير معتقداتك ووجهات نظرك عن بعض الأمور؟ ما المعتقدات والقناعات الشخصية التي توجه تفكيرك وقراراتك وأفعالك كل يوم؟ حاول أن تتبع خطوات التمرين التالي حتى تعرف مدى قوة تأثير معتقداتك .

اكتب في صدر إحدى الصفحات "المعتقدات التي تمنحني القوة " ، واكتب في صدر صفحة أخرى المعتقدات التي تضعفني " .

اكتب - في عشر دقائق - قائمة بمعتقداتك في هاتين الصفحتين

اكتب كل شيء يخطر بذهنك) .

وأنت تعتصر ذهنك اكتب كل المعتقدات الشاملة ذات صفة التعميم وتلك الأكثر خصوصية وتحديداً وتأكد من كتابة تلك المعتقدات ذات النتائج كقولك: إذا فعلت كذا فسوف يحدث كذا مثل : إذا بذلت كل ما في جهدي فإنني سوف المجح واستعن في ذلك بالقرآن الكريم والسنة المطهرة.

من أكثر الطرق فاعلية في سبيل تطوير حياتك للأحسن أن تتعرف على معتقداتك الشخصية التي سوف تقودك إلى تحقيق احلامك وتعمل

على تأكيدها وترسيخها .

 راجع القائمة التي كتبتها عن معتقداتك التي تمنحك القوة والقائمة التي انتهيت إليها عن تلك المعتقدات التي تضعفك ثم قم برسم دائرة حول أكثر هذه المعتقدات قوة.

قم بتحديد كيف تؤدي هذه المعتقدات إلى إعطائك المزيد من القوة في دفع عجلة حياتك؟ بأي طريق تحسن هذه المعتقدات من صفاتك الشخصية ومن نوعية حياتك؟ ثم تخيل لو أن هذه المعتقدات أصبحت أقوى مما كانت عليه فكيف سيعطيك ذلك قوة أكثر ويسبب تأثيراً أكبر في حياتك؟

عليك الآن أن تصل إلى قناعات راسخة عن كل اعتقاد من المعتقدات الإيجابية، وعليك أن تخلق في ذهنك ذلك اليقين الدائم الذي يوجه سلوكك نحو الاتجاه الذي تريده في حياتك ثم ابدأ في التصرف وفقاً لتلك الاقتناعات الجديدة .

وظف أحسن ما لديك من موارد وقدرات ما سر النجاح ؟ غالباً ما نفترض أنه العبقرية. ولكني أعتقد أن العبقرية الحقيقية هي المقدرة على توظيف أحسن الموارد والقدرات التي

نملكها وذلك ببساطة عن طريق الاقتناع المطلق بما نريده .

إن مستقبل البليونير بيل جيتس (Bill Gates)

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.6مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
هل صحيح أن القوة الكامنة وراء بعض المعتقدات تكون أقوى من القوة الكامنة وراء بعض المعتقدات الأخرى؟

انطلق إلى الأفق عندما كان طالباً في جامعة هارفارد، حيث وعد بتسليم أحد العملاء برنامج

كمبيوتر لم يكن قد كتبه بعد لنظام كمبيوتر لم يكن قد رآه من قبل! وبسبب يقينه بأنه سوف ينجزه على الرغم من أن هذا اليقين ولم يكن قائماً على أساس فقد استطاع أن يلجأ إلى كل مصدر متاح له واستخدمه لاستكمال تصميم البرنامج، ومن هنا بدأ في تكوين ثروته الهائلة . من الواضح إذن أننا نستطيع أن ننجح في أي مجال إذا وهبنا أنفسنا للوصول إلى النتائج التي نريدها، وفوق هذا بالطبع الاقتناع تماماً بأننا نستطيع ذلك . كم مرة تحاول أن تدرب نفسك على الإحساس بهذا الشعور الجارف

الذي يستطيع أن يدفعك ويمنحك القوة على الإنجاز؟ تعزم على عمل شيء وتجمع حوله الخبرات وتستشير الآخرين وتداوم الطرق حتى تحقق المقصود وذلك الأمل العريض الذي تصورته .

ربما يكون أينشتين قد أجاد التعبير عندما قال: "إن الخيال أكثر قوة من العلم " . فقد ثبت لنا مرات ومرات أن المخ لا يستطيع أن يفرق بين شيء نتخيله بوضوح وآخر يعتبر حقيقة وواقعاً ملموساً.

إن مجرد العلم بهذه الحقيقة يمكن أن يبدل من حياتك، فمثلاً، كثير من الناس يتخوفون من تجربة أي شيء جديد لم يجربوه من قبل. إلا أن الدعامة التي يقوم عليها نجاح القادة هو أنهم يتخيلون مراراً وتكراراً أنهم يحصلون فعلاً على النتائج التي يرغبونها على الرغم من التجارب التي مروا بها وتشير إلى صعوبة هذا، وبهذه الطريقة فإنهم يفتعلون الإحساس باليقين الذي يوجههم إلى الطرق على أبواب مستقبلهم الحقيقي .

هل لديك هدف يثير اهتمامك وترغب في الوصول إليه إلا أنه يتطلب عمل شيء لم تفعله أبداً من قبل ؟ متى يحين الوقت المناسب لك لتتخيل نفسك وقد نجحت في تحقيقه؟

اعمل ثم اعمل.... واجتهد للأهداف الكبار فاعمل للأهداف الكبار ولا تكل ولا تيأس حتى يحين القطاف ولا

يحين القطاف بغير عمل .

معظم الناس الذين يقولون: يجب أن تكون واقعيا يعيشون في حالة من الخوف، وغالباً ما يكون السبب خيبة الأمل التي أصيبوا بها في الماضي، ويسبب إدراكهم للفشل الذي مروا به من قبل يتخوفون من تجربته مرة أخرى .

ومن ثم فإن المعتقدات التي يعتنقونها ليحموا أنفسهم تسبب لهم

التردد وتجنب المخاطرة والابتعاد عنها، وتجنب بذل المزيد من الجهد

والنفس، وبالتالي يحصلون على نتائج محددة .

ولكن القادة العظام نادراً ما يكونون واقعيين وفقاً للمقاييس المتعارف

عليها، ولكنهم على أي حال يكونون غاية في الذكاء والدقة. فالمهاتما غاندي مثلاً آمن بأنه يمكن الحصول على الاستقلال للهند بمقاومة بريطانيا العظمى بطريقة سلمية بعيدة عن العنف، وهو شيء لم يفعله أبداً من قبل. وهو في ذلك لم يكن واقعياً، ولكنه أثبت بلا شك أنه كان دقيقاً

في تقديره .

ما "المعتقدات الواقعية التي يجب أن تتجنبها؟ وما تلك المعتقدات غير الواقعية " والمثيرة والتي يمكن تحقيقها لو أنك آمنت بها ؟ هذه دعوة إلى المجال العقلي في ذلك ثم العمل الذي يؤدي إلى الفوز . تذكر أن الماضي ليس نظيراً للمستقبل ومن ثم، ما الخطوة الصغيرة الأولى التي يمكن أن تخطوها نحو الحلم الذي ظننت يوماً ما أنه مستحيل ؟

فالمتشائم ينظر إلى ما يجب عمله ولا ينظر إلى جهده الذي فعل قبل، أما المتفائل فينظر إلى ما كان عليه الحال . في الماضي وهو لا يرضر صار إليه الحال وهو قد قطع شوطاً في التحسن وذلك يعطل دفعة للعمل، وهكذا فبعض الناس يجلدون ذواتهم ودعوتهم من هذا المنطلق ويكادون أن ييئسوا الناس من العمل والاستمرار. وإلى ما واجه المشكلات وتدرب على حلها.

إن الطريقة التي نواجه بها أي مصيبة أو مشكلة تؤثر في حياتنا بصورة أكبر من أي شيء آخر. وهؤلاء الذي ينجزون الكثير في حياتهم عادة ما يرون المشكلة كمرحلة انتقالية ومؤقتة، أما هؤلاء الذين يفشلون في حياتهم فإنهم يرون المشاكل الصغيرة كمشاكل أبدية، والوقوع في هذا التصور الذهني هو أول خطوة نحو المصيدة التي وصفها. مارتن سليجمان (Dr. Martin Seligman) والتي أطلق عليها قلة الحيلة المكتسبة " ، والتي يتسبب فيها التصورات الثلاثة التالية :

التصور أن المشكلة دائمة وليست مؤقتة التصور أن المشكلة متشعبة ولا تؤثر فقط على مجال واحد في

التصور أن المشكلة شخصية تمس ذاتك مما يشير إلى وجود خلل ما في نفسك بدلاً من تصورها كفرصة للتعلم والاستفادة).

ومن هنا سوف تركز فيما يلي على ذكر المضادات اللازمة لدحض هذه المعتقدات الواهية .

إذا داومت على المقاومة فإنك سوف تجد مخرجاً ولا شك .

تتمثل هذه المضادات في قوله : المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ). إن المقدرة على إعطاء المشاكل حجمها الحقيقي لتمكن هؤلاء الناجحين في حياتهم من الجنب الوقوع فريسة للتصور القائل بأن المشكلة متعة ومتعددة الأطراف، وعلى ذلك فالذي ينجح في التغلب على مشكلة السمنة فإنه يقول: "إنني أواجه قليلاً من التحدي للتغلب على عاداتي الغذائية، بدلا من أن يحبط نفسه قائلاً: "إن حياتي كلها قد تحطمت بسبب الإفراط في الأكل، ومن ثم يعمل على التركيز على الحسين سلوكه وعلى العكس من ذلك، فهؤلاء الذين يعتقدون أن مشاكلهم متشعبة ومسيطرة على أقدارهم غالباً ما يتصورون أن فشلهم في أحد المجالات يعني فشل حياتهم كلها، وهو تعميم يتركهم في النهاية

على قليلي الحيلة للغاية .

وللتغلب على الاعتقاد الخاطئ بأن المشكلة متغلغلة تماماً في حياتك يجب أن تبدأ على الفور في أخذ زمام المشكلة أو التحكم في جزء منها

على الأقل. ولا يهم أن يكون الجزء هو أصغر ما فيها، ولكن ما يهم لا تحل المشاكل إلا بالعمل القوي، والتفكير الذكي والصبر والمصابرة حقا هو أن تبدأ الآن في عمل شيء نحو حلها.

فأنت أكبر من أي مشكلة، وما عليك إلا أن تتوكل على الله وتبدأ.

 كن متفائلا في النظر للتجارب الفاشلة يقول الله تعالى: (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) [الشرح].

المتفائلون ينظرون للفشل في حياتهم كخبرات تعليمية، أو مجرد تحديات لتعديل منهجهم في الحياة. أما المتشائمون فهم ينظرون إلى الفشل نظرة ذاتية، ويفسرونه على أنه دليل على نقص عميق وعيب في الشخصية. ونظراً لأنهم يربطون بين هويتهم والمشكلة نفسها فإنهم عالا ما يشعرون بأن المشكلة تكتنفهم تماماً، ويتعجبون كيف يمكن أن يغيروا - من حياتهم بضربة واحدة؟

ولذلك، ومهما كان الأمر، اعمل بكل طريقة ممكنة على تجنب الاعتقاد الخاطئ بأن المشكلة ذاتية، وسببها صفات شخصية بك. ابدأ في النظر للمشاكل على أنها معلومات مفيدة عن أدائك تساعدك على التوجه بطريقة أفضل وأكثر إصابة للهدف الذي يشكل مصيرك، وعليك حينئذ أن تشعر بقيمة هذه الموهبة وتقدرها .

والحقيقة أن العيوب إذا ظهرت كان من السهل علاجها وجهد ظهورها قد تحمله غيرك فاستغل هذه الفرصة. وقد قال عمر بن الخطاب . رحم الله امرأ أهدى إلى عيوبي " .

إن أي تقدم شخصي مفاجئ لا بد وأن يبدأ بتغيير في المعتقدات. كيف يمكن تغيير المعتقدات السلبية التي تمنع تقدمنا؟ إن أحسن سبيل لذلك هو هز الثقة في هذه المعتقدات عن طريق التشكيك في صحتها وإعادة فحصها والتدقيق فيما وراءها .

تذكر أن عقلك يحاول باستمرار أن يجنبك الألم، ومن هنا اعمل على استعادة التفكير في كل النتائج السلبية التي سببها لك الاعتقاد الذي

ترغب في تغييره. اسأل نفسك: عندما أفكر في هذا الاعتقاد ما الشيء الذي يبدو سخيفاً وغير معقول فيه؟

ماذا كلفتي هذا الاعتقاد في الماضي؟ وكيف أضعف من مقدرتي على الانطلاق؟

ماذا يمكن أن يكلفني هذا الاعتقاد السلبي في المستقبل، إذا لم أغيره الآن؟

إن الإجابة عن مثل هذه الأسئلة سوف تساعدك على الربط بين الإحساس بالألم الذي سببه لك هذا الاعتقاد، ومن ثم يتيح لك الفرصة

في إحلال معتقدات أكثر إيجابية . فمثلاً هناك شخص اعتقد أن خدمته لرئيسه هي التي تديمه في العمل وليس قدرته على الإتقان والتقدم، فكم ينال من الذلة والامتهان .

طور نفسك وأتقن عملك فلو تذكر ذلك، وحاول أن يطور نفسه وكانت هذه الذلة دافعة له على التطوير كان موفقاً. وحتى يكون الإنسان سعيداً فإنه من الضروري أن يشعر بتطوره باستمرار، وحتى تستطيع المؤسسات الحديثة النجاح في عالم الأعمال فإنها يجب أن تتطور للأحسن باستمرار من الواضح إذن أننا يجب أن نؤمن بضرورة التطور للأحسن ونعيش به يوميا وليس كهدف نسعى إليه من حين لآخر فقط .

وفي اليابان يسمون ذلك : كايزن (Kaizen)، وهي كلمة تعني تركيز الاهتمام في تطوير وتحسين جودة المنتجات والخدمات بصفة دائمة ومستمرة. ولذلك فإنني أقترح أننا جميعاً يجب أن نهب أنفسنا لعملية التحسين والتطوير بصورة دائمة ولا نهائية. فإذا أصبحت عملية التطور للأحسن عادة دائمة فستؤدي حتى إلى تطوير تلك الأشياء التي هي عظيمة فعلاً، فهل ترى ما يمكن أن تفعله روح التطوير هذه في مؤسساتنا، وعائلاتنا، ومجتمعاتنا العمرانية؟

كيف تبدأ فوراً في تطبيق هذا القانون السلوكي في حياتك؟

كيف تعمل على تطوير أساليبك الدعوية وثقافتك الفكرية والمهنية وتعمل على تطوير خطط العمل حتى تكسب فكرتك ودعوتك .

إن الأمان الحقيقي الذي يمكن أن تشعر به في حياتك يأتي من العلم بأنك تطور نفسك كل يوم بصورة أو بأخرى وأنك تتقدم إلى الأمام دائماً .

ومن ثم فأنا لا أعاني من أي قلق حتى احافظ على نوعية حياتي لأنني أعمل بصفة مستمرة على تطويرها للأحسن.

هو في عام ١٩٨٦م واجه مدرب الرياضة الاسطورة بات رايلي (Pat Riley) تحدياً كبيراً تمثل في خسارة فريقه البطولة لعبة البيسبول في العام السابق على الرغم من أنهم يظنون أنهم قد قدموا أحسن ما عندهم. وحتى يلهمهم بالتطور للأحسن فقد أقنع أعضاء الفريق بأنه لو قام كل واحد منهم بتحسين أدائه بنسبة %١ في خمسة مجالات فقط فإن ذلك سوف يحدث فرقاً كبيراً في مستواهم الفني، والشيء العبقري في هذه الخطة . أن كل فرد في الفريق كان متأكداً أنه في استطاعته تحقيق هذا الهدف حيث إن كل لاعب كان عليه أن يكرس نفسه لرفع جودة أدائه بنسبة ٥ فقط، ولكن إذا نظرنا للمحصلة النهائية فإن ذلك سوف يؤدي إلى ٦٠ = ٥ × ۱۲ عدد أعضاء الفريق زيادة في مستوى أداء الفريق وبالطبع وصل أعضاء الفريق لأروع مستويات أدائهم على الإطلاق في الموسم التالي .

وأنت ماذا يمكن أن تحقق إذا طبقت الفكرة نفسها وحققت تقدما صغيراً، ولكنه مستمر ؟

الإسلام يدفع إلى الاستفادة من كل شيء والبحث في كل أمر لنطور من ذواتنا ولإتقان أعمالنا قال تعالى : ﴿قُل انظُرُوا مَاذَا فِي السموات والأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيات والنذر عن قَوْم لا يُؤْمِنُونَ ﴾ [يونس ) .

والحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بهاء ، وطلب العلم فريضة على كل مسلم ، ومسلمة أيضاً؛ فقد قال رسول الله : إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه .
مرحبًا بك إلى وئامي للعلوم، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...