هل صحيح أن القوة الكامنة وراء بعض المعتقدات تكون أقوى من القوة الكامنة وراء بعض المعتقدات الأخرى؟
هل صحيح أن القوة الكامنة وراء بعض المعتقدات تكون أقوى من القوة الكامنة وراء بعض المعتقدات الأخرى؟ نعم بالطبع .
فهناك ثلاث درجات مختلفة من التأكد: الرأي - الاعتقاد - الاقتناع بالنسبة للآراء، فإنها يمكن أن تتغير بسهولة حيث إنها تستند إلى مجرد تصورات مرحلية. أما المعتقدات فهي أكثر رسوخاً؛ لأنها تتكون بناء على عدة تجارب أو على تجارب ارتبط بها العديد من الأحاسيس والمشاعر حيث يكون من المحتمل التشكيك في درجة التأكد عن طريق إثارة تساؤلات جديدة حولها. ومن ناحية أخرى، فإن الاقتناع تكون دعامته مجموعة من العواطف العنيفة بحيث يكون حامل هذا الاقتناع ليس فقط متأكداً منه ولكنه يثور غضباً إذا تم التشكيك فيه، كما يمنعه هذا الاقتناع من قبول أي مناقشة حوله .
ومن ثم فإن القناعات الشخصية قد تكون مؤثرة تأثيراً جيداً إلى حد بعيد جداً، كما أنها يمكن أن تكون مدمرة بصورة لا يمكن تصورها. إذا كانت خاطئة وتسير في غير الصواب.
أي من معتقداتك تعتبره مجرد رأي ؟ وما الآراء التي تشعر نحوها بتعاطف أكثر ؟ هل يصل أحد منها إلى درجة الاقتناع التام؟ وهل بحثت في ذلك وحكمت عقلك أم قام بهذا الشيء غيرك وأنت معصوب العينين وبالتالي فأنت منقاد إلى الهاوية .
ما الغرض من المعتقدات؟ إنها بلا شك توجهنا عند اتخاذ القرارات الخاصة بكيفية تجنب الألم والمعاناة وتحقيق السعادة بطريقة أسرع . وبسبب هذه المعتقدات فإننا لا يجب أن نبدأ من نقطة الصفر عند صنع هذه القرارات. وعندما نمر بلحظات خوف عظيمة أو معاناة أو بحالة عاطفية عنيفة فإننا نسعى إلى مخرج عن طريق البحث عن اعتقاد ما هل قابلت، مثلاً، شخصاً عانى كثيراً في علاقته مع زوجته وحول الألم الذي
يشعر به إلى اعتقاد راسخ بأنه لن يجد زوجة صالحة أبداً.
فهناك بعض الناس الذين يحملون اقتناعاً راسخاً عن شيء ما
ويقاومون أي معلومات تؤدي بهم إلى هدم هذا الاقتناع، وفي سبيل ذلك قد يفضلون العزلة والوحدة والإحباط، بل حتى الموت على التخلي عن هذا الاقتناع .
هل لديك قناعات شخصية ؟ ما تلك القناعات التي تهبك القوة وما تلك القناعات التي تسلبك الصلابة؟
تدفعنا قناعاتنا الشخصية للحركة بسبب الولع والشغف الذي تشغله فينا حول ما نعتقده. فذلك الشخص الذي يؤيد الدعوة يكون معتقداً بذلك، أما ذلك الشخص الذي يمضي معظم وقته في الدعوة بشغف واهتمام، فهو بلا شك صاحب اقتناع وإيمان تام بقضية الدعوة . ... إن
لوليك السلوكية
نصروا الله ينصركم وثبت أقدامكم ) (محمد)، ... إنا لا تضيع أجر من أحسن عملاً (الكهف).
هل تحمل اقتناعاً تاماً بأحد المجالات في حياتك يمكن أن يعطيك قوة الدفع التي تجعلك تجتاز كل أنواع الصعاب والمعوقات؟ على سبيل المثال، هل ترى أن الاقتناع بضرورة ألا تزيد في الوزن سوف يجبرك على الالتزام بقواعد صحية في الأكل بصفة مستمرة؟ ألا ترى أن الاقتناع بأنك تستطيع أن تحول الأحداث عن وجهتها سوف يقودك إلى التفكير في أمور حياتك ويوجهها الوجهة التي تريدها لها ؟ فمثلاً الذين يهتمون بمصالح المسلمين ورفعتهم لهم اهتمامات لا بد أن توجه حياتهم وعزائمهم وجهات جادة وشاقة لا بد وأن يكونوا على مستواها .
تأمل النتائج البعيدة المدى التي كان يمكنك الوصول إليها فقط إذا كان لديك إحساس أقوى بالتأكد من معتقداتك الإيجابية .
يا ترى ماذا يمكن أن تحقق إذا كان لديك الإيمان بأنك يمكن أن تطرق
أبواب مستقبل غاية في الازدهار ؟
التزم بمعتقداتك الإيجابية استخدم التمرين التالي لرفع درجة التزامك بمعتقداتك : ١- اختر أحد المعتقدات الذي تريد أن ترتقي بها إلى درجة الاقتناع الراسخ .
أضف إلى هذا الاعتقاد كل ما يؤيده. فمثلاً إذا أردت أن تكون شجاعاً فينبغي عليك أن تجالس الشجعان وتتعرف إليهم طبعاً وفكراً.
ابحث عن أحد المواقف الذي يفجر لديك أحاسيس قوية وانفعالات مؤثرة، فمثلاً إذا كنت تريد التوقف عن التدخين فاذهب لزيارة جناح العناية المركزة في أحد المستشفيات الملاحظة مرضى انتفاخ الرئة .
بصرف النظر عما إذا كانت خطواتك كبيرة أو صغيرة في هذا الشأن، فإنه من المهم البدء في التحرك بناء على اقتناعك التام. فكثير من الناس مقتنع بالإسلام والعمل السيادة المسلمين ولكن للأسف لا يتحرك ويعمل شيئاً، وكثير من الناس يرى الظلم ولكنه لا يتحرك ولا يفعل شيئاً، فهل هذا يغير من الأمر شيئاً أو يؤدي إلى تقدم. يمكن إظهار القوة الكامنة وراء المعتقدات عن طريق دراسة حالات
هؤلاء المرضى الذين يعانون من مرض ازدواج الشخصية فيسبب قوة معتقداتهم والتأكد المطلق من هذه المعتقدات فقط أصبحوا أشخاصاً آخرين، حيث بغير عقلهم من حالتهم الجسدية بصورة ملحوظة وغريبة، فيتغير لون عيونهم والعلامات التي على أجسادهم تظهر وتختفي، ليس ذلك فقط، بل إن أمراضاً مزمنة مثل السكر وضغط الدم تظهر وتختفي أيضاً، كل هذا يعتمد على اعتقاد الشخص المريض واقتناعة المطلق بالشخصية التي تبدو له .
وبهذا المنطق نفسه - والقياس هنا مع الفارق طبعاً - ما التحولات التي حدثت لك في حياتك عندما قمت بتغيير معتقداتك ووجهات نظرك عن بعض الأمور؟ ما المعتقدات والقناعات الشخصية التي توجه تفكيرك وقراراتك وأفعالك كل يوم؟ حاول أن تتبع خطوات التمرين التالي حتى تعرف مدى قوة تأثير معتقداتك .
اكتب في صدر إحدى الصفحات "المعتقدات التي تمنحني القوة " ، واكتب في صدر صفحة أخرى المعتقدات التي تضعفني " .
اكتب - في عشر دقائق - قائمة بمعتقداتك في هاتين الصفحتين
اكتب كل شيء يخطر بذهنك) .
وأنت تعتصر ذهنك اكتب كل المعتقدات الشاملة ذات صفة التعميم وتلك الأكثر خصوصية وتحديداً وتأكد من كتابة تلك المعتقدات ذات النتائج كقولك: إذا فعلت كذا فسوف يحدث كذا مثل : إذا بذلت كل ما في جهدي فإنني سوف المجح واستعن في ذلك بالقرآن الكريم والسنة المطهرة.
من أكثر الطرق فاعلية في سبيل تطوير حياتك للأحسن أن تتعرف على معتقداتك الشخصية التي سوف تقودك إلى تحقيق احلامك وتعمل
على تأكيدها وترسيخها .
راجع القائمة التي كتبتها عن معتقداتك التي تمنحك القوة والقائمة التي انتهيت إليها عن تلك المعتقدات التي تضعفك ثم قم برسم دائرة حول أكثر هذه المعتقدات قوة.
قم بتحديد كيف تؤدي هذه المعتقدات إلى إعطائك المزيد من القوة في دفع عجلة حياتك؟ بأي طريق تحسن هذه المعتقدات من صفاتك الشخصية ومن نوعية حياتك؟ ثم تخيل لو أن هذه المعتقدات أصبحت أقوى مما كانت عليه فكيف سيعطيك ذلك قوة أكثر ويسبب تأثيراً أكبر في حياتك؟
عليك الآن أن تصل إلى قناعات راسخة عن كل اعتقاد من المعتقدات الإيجابية، وعليك أن تخلق في ذهنك ذلك اليقين الدائم الذي يوجه سلوكك نحو الاتجاه الذي تريده في حياتك ثم ابدأ في التصرف وفقاً لتلك الاقتناعات الجديدة .
وظف أحسن ما لديك من موارد وقدرات ما سر النجاح ؟ غالباً ما نفترض أنه العبقرية. ولكني أعتقد أن العبقرية الحقيقية هي المقدرة على توظيف أحسن الموارد والقدرات التي
نملكها وذلك ببساطة عن طريق الاقتناع المطلق بما نريده .
إن مستقبل البليونير بيل جيتس (Bill Gates)